أهلاً وسهلاً بكم زوار موقع أخبارنا دوت كوم، نتمنى أن تكونوا في تمام الصحة والعافية بإذن الله. يسعدنا أن نقدم لكم اليوم مقالًا جديدًا حول خطة الدولة لتقليص البطالة في صفوف الشباب الجامعي 2026 ندعوكم لمتابعة القراءة حتى النهاية، ومشاركة المقال مع أصدقائكم لتعم الفائدة. نأمل أن تجدوا في هذا المقال المعلومات التي تبحثون عنها، ولو بالقليل، لتساعدكم في رحلتكم نحو العثور على المعلومات اللتي تبحثون عنها التالي…
خطة الدولة لتقليص البطالة في صفوف الشباب الجامعي 2026
في ظل ارتفاع معدلات بطالة الشباب الجامعي في المغرب، تضع الدولة هذا الملف ضمن أولوياتها الاستراتيجية في أفق 2026. وحسب المعطيات الصادرة عن المندوبية السامية للتخطيط، بلغ معدل بطالة الشباب من حاملي الشهادات العليا حوالي 18.7% سنة 2023، مع تفاوت واضح بين المدن والقرى، والذكور والإناث.
هذا الواقع دفع الحكومة إلى بلورة خطة وطنية متعددة المحاور تستهدف خفض هذا المعدل، وإعادة إدماج الشباب الجامعي في الدورة الاقتصادية.
السياق العام: بطالة الشهادات العليا… أزمة هيكلية
لا تخفى على أحد المفارقة التي يعيشها التعليم العالي في المغرب: آلاف الخريجين كل سنة، مقابل سوق شغل غير قادر على استيعابهم. من أسباب هذه المفارقة:
- ضعف ملاءمة التكوين الجامعي مع حاجيات سوق العمل.
- قلة فرص الشغل في القطاعات العمومية.
- تركيز الخريجين على الوظيفة العمومية كخيار أول.
- محدودية عروض الشغل اللائق في القطاع الخاص.
وبناءً على ذلك، قدمت الحكومة، في إطار البرنامج الحكومي 2021–2026، حزمة من التدابير الموجهة لتقليص هذه الظاهرة بشكل ملموس في أفق 2026.
أبرز محاور خطة تقليص بطالة الجامعيين 2026
1. إصلاح منظومة التعليم العالي
وفقًا لتصريحات وزير التعليم العالي، تعمل الدولة على:
- مراجعة شاملة لبرامج التكوين الجامعي لجعلها أكثر مهنية وموجهة نحو سوق العمل.
- تعزيز الشراكات بين الجامعات والمقاولات لإدماج الطلبة في تداريب مهنية طويلة الأمد.
- إطلاق شعب جامعية قصيرة ومزدوجة (Licence professionnalisante).
الهدف هو جعل الخريج جاهزًا للاندماج المهني مباشرة بعد التخرج.
2. دعم التشغيل الذاتي والمقاولة لدى الجامعيين
من خلال برامج مثل:
- فرصة: دعم مالي وتكوين وتوجيه لفائدة حاملي مشاريع، بمن فيهم حاملو الشهادات.
- انطلاقة: تمويل مشاريع المقاولات الصغرى بفوائد منخفضة، مع تخصيص نسبة مهمة من المستفيدين للشباب الجامعي.
- الجيل المقاول: برنامج جديد في طور التفعيل، يستهدف خريجي الجامعات الذين يطمحون لخلق مقاولات خدماتية أو رقمية.
3. الرفع من مناصب الشغل في القطاعات الناشئة
بفضل التحولات الاقتصادية والرقمية، بدأت الدولة في توجيه الاستثمارات نحو قطاعات ذات قدرة تشغيلية عالية، مثل:
- الرقمنة والخدمات الرقمية.
- الطاقات المتجددة.
- السياحة القروية والبيئية.
- الصناعات الغذائية والصيدلة.
وتؤكد تقارير وزارة الإدماج الاقتصادي والمقاولات الصغرى أن هذه القطاعات ستخلق آلاف مناصب الشغل لفائدة الشباب في أفق 2026.
4. إدماج الجامعيين في برامج التكوين المهني المستمر
في خطوة غير مسبوقة، فتحت الدولة برامج التكوين المهني لخريجي الجامعات، بهدف منحهم مهارات عملية. ويتعلق الأمر بـ:
- تكوينات قصيرة الأمد (3 إلى 6 أشهر).
- منح تحفيزية للمشاركة في التكوين.
- شهادات معترف بها في سوق العمل.
وتهدف هذه البرامج إلى تحويل “خريج نظري” إلى “شخص مؤهل لممارسة مهنة محددة”.
5. التوجيه والإرشاد المهني المبكر
تم إدماج وحدات للتوجيه داخل المؤسسات الجامعية، مع:
- إحداث خلايا “Career Centers” داخل الكليات.
- تنظيم أيام للمقاولات والفرص المهنية.
- اعتماد أنظمة رقمية لتوجيه الطلبة حسب المسارات الواعدة.
هل بدأت الخطة تعطي نتائج؟
وفقًا لمذكرة صادرة عن ANAPEC سنة 2024، تم تسجيل:
- أكثر من 12 ألف إدماج مباشر لحاملي الإجازة المهنية في سوق الشغل.
- تسجيل ارتفاع في عدد الجامعيين المستفيدين من برنامج “فرصة” بنسبة 30% مقارنة بـ2022.
- تزايد في طلب التكوينات التقنية لدى الخريجين الجدد، خاصة في مجالات مثل التسويق الرقمي والبرمجة واللوجستيك.
لكن رغم ذلك، لا تزال التحديات قائمة، خاصة في المناطق التي تفتقر إلى نسيج اقتصادي حيوي.
خلاصة
سنة 2026 قد تكون مفصلية في معالجة أزمة بطالة الشباب الجامعي في المغرب. الدولة وضعت خطة طموحة، توازن بين إصلاح التعليم العالي، تشجيع المبادرة الذاتية، وتوجيه الاستثمار نحو القطاعات الواعدة.
لكن نجاح هذه الخطة رهين بتسريع وتيرة التنزيل، وضمان التنسيق بين مختلف الفاعلين: الجامعات، المقاولات، الجماعات الترابية، والقطاع الخاص.
الشباب المغربي في حاجة إلى فرصة حقيقية، والخطة موجودة… فهل تكون 2026 سنة بداية التغيير الفعلي؟